أهم الأخبار

القطاع يغرق!!

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
أ. د إبراهيم أبو جابر  كَثُر الحديث عن حصار قطاع غزّة، وكثرت التصريحات والمقالات والاعلانات، ولا حياة لمن ينادي؛ فالكل يصرخ ويستغيث ويستجدي ولكن بدون صدى! فلا دولا عربية واسلامية ولا جامعة الدول العربية ولا الأمم المتحدة قادرة على حمل اسرائيل على فتح المعابر، ليتزوّد الفلسطينيون بالغذاء قبل الوقود والغاز!! الكل عاجز عن فعل شيء، والمأساة تتفاقم وتزداد من يوم لآخر والجوع والفقر يشد خناقه على بطون الأطفال والنساء والشيوخ، الكل يتفرّج ومنهم من يبرر، نعم يبرر ما بسكان القطاع من قلة وجوع وموت من قلة الدواء، نعم يبرر ذلك بقوله: هم السبب؟ الفلسطينيون السبب فيما يحصل؟ لماذا لا يتفقون أولاً وقبل كل شيء، كي يتحرك العرب العُجّز أصلاً لنصرتهم والضغط على تل ابيب لفعل شيء؟! هذه الحجة مردودة، وإن كان جوهرها صحيحا لأحجام الفلسطينيين المتخاصمين حتى الآن القبول بمحاولات لمّ شملهم والتوافق فيما بينهم، حجة مردودة عليهم لان المعاناة ونقص الغذاء والدواء لا تفرّق بين حاكم ومحكوم بل تطول الجميع والأكثر تضرراً هم الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى وهؤلاء هم السواد الأعظم من الناس والشعب! لقد نسي هؤلاء أن الحصار بدأ منذ حين، ليس وليد عام او عامين، فالحصار فرضه شارون منذ العام 2000 تقريباً بصور شتى مزّقت الأراضي الفلسطينية وحرمت الناس من التنقل والوصول لأماكن عملهم ومصالحهم والطلاب الى جامعاتهم والمرضى للمستشفيات. الحصار كان ولا يزال هدفه تركيع الشعب الفلسطيني وحمله للاعتراف باسرائيل بالقوة من خلال سياسة التجويع والاذلال، وما حجة اطلاق الصواريخ التي قد تكون احياناً اسرائيلية مفتعلة ومقصودة، الا حجة واهية اخرى لتبرير سياستهم هذه وإطالة عمرها. اذن لا طائل من استجداء تل ابيب عربياً واسلامياً ودولياً، وما الحل الا في كسر الحصار عنوة من خلال استراتيجية عربية بالتنسيق مع الفلسطينيين في الداخل بعد إصلاح شأنهم، قد تكون على شكل فتح الحدود مع مصر بشكل دائم وتسيير قوافل برية وبحرية تحمل الدواء والغذاء لسكان قطاع غزة، وقوافل حكومية وشعبية واهلية وتحت يافطات واعلام مختلفة يكون على راسها علم الامم المتحدة الأزرق العاجزة حتى الآن عن فعل شيء عدا التصريحات العقيمة! لتنطلق القوافل من دول عربية واسلامية واوروبية وآسيوية حاملة كل واحدة منها علم بلادها وعلم الأمم المتحدة، إن براً فبر وإن بحراً فبحر، لأن أمن المواطن فوق الخلافات السياسية والفكرية!