أهم الأخبار

الحرب على سوريا بين المصالح والملامح..عادل ياسين

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
تتسارع وتيرة الأحداث في المنطقة وتزداد سخونتها ساعة بعد ساعة بعد أن بات من شبه المؤكد قرب توجيه ضربة عسكرية لسوريا تقودها الولايات المتحدة ,,لاسيما وأن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل أعلن بأن جميع الاستعدادات والتجهيزات للقيام بذلك قد اكتملت وأنهم بانتظار الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي باراك اوباما ,وهنا يتساءل البعض هل صحا ضمير العالم فجأة بعد أن تجاهل المجازر التي ارتكبت بحق الشعب السوري على مدار ما يقارب من ثلاثة أعوام ,وهل ثارت حمية الإنسانية لدى أمريكا وحلفائها بعد سقوط أكثر من مئة ألف قتيل وجرح وتشريد مئات الآلاف من السوريين , أم أن المصالح هي التي دفعتهم للتفكير الجدي في هذا الاتجاه , لاسيما وان تاريخ الولايات المتحدة التي قامت على الاغتصاب لا يشهد لها بنظافة اليد أو يقظان الضمير بل إن تدخلاتها العسكرية خصوصا في العراق وأفغانستان أثبتت وبشكل قاطع بأنها تآمرت على هذه الشعوب وتاجرت بدمائها ومعاناتها وداست على الإنسانية من اجل تحقيق مصالحها ,هذه الحقيقة تنطبق تماما على ما يحدث في سوريا حيث إن الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية للتفكير في هذا الاتجاه تكمن في رغبتها في استعادة هيبتها في المنطقة وإعادة ثقة حلفائها بقوتها وقدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة وفي المقابل تسعى إلى إعادة ترميم قوة الردع أمام خصومها , كما أن الضغط الذي مارسه أعضاء الكونغرس الجمهوريون لإحراج الرئيس الديمقراطي كان له دور هام للدفع في هذا الاتجاه مستغلين بذلك التعهد المسبق للرئيس اوباما والذي توعد فيه بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا في حال إقدامها على استخدام السلاح الكيماوي وبالإضافة إلى ذلك كله فإنه يحقق رغبة (إسرائيل) بتوجيه ضربة تشل قدرة نظام الأسد على استخدام السلاح الكيماوي أو الأسلحة الاستراتيجيه ضد (إسرائيل) في أي حال من الأحوال, أما عن ملامح هذه الضربة فإن غالبية الخبراء والمحللين الإسرائيليين يعتقدون بأنها ستكون ضربة محدودة الزمان والمكان يتعايش معها جميع الأطراف حيث إنها ستبتعد عن ميناء طرطوس الذي يعتبر ميناء استراتيجيا للأسطول البحري الروسي كما أنها لن تشمل قصر الرئيس السوري لأنها تدرك بأن القضاء على نظام الأسد سيؤثر على بعض الأطراف مثل إيران وحزب الله وقد يدفعها للقيام بعمل ما, يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة , ومن جهة أخرى فإن الإدارة الأمريكية تدرك بأن غياب الأسد قد يؤدي إلى حالة من الفوضى العارمة وعدم الاستقرار وإمكانية سيطرة جماعات إسلامية على المناطق المحاذية (لإسرائيل) , التي شهدت هدوءا واستقرارا لعشرات السنين وستقتصر هذه الضربة على قيام الطائرات والسفن الحربية باستهداف منشآت وقواعد عسكرية ومخازن للأسلحة الاستراتيجية مثل صواريخ m16 وصواريخ ياخونت التي تعتبرها (إسرائيل) مصدر تهديد لكيانها , كما يؤكد ذلك رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم, أما الجنرال احتياط عاموس يدلين يضيف بأن الضربة الأمريكية ستكون مدروسة تهدف لاستنزاف الجيش السوري لمصلحة (إسرائيل) لكنها لن تقضي على نظام الأسد وبالرغم من تهديداته بضرب المدن الإسرائيلية إلا أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أنه لن يجرؤ على ذلك لأنها ستكون بمثابة خطوة الانتحار والنهاية بالنسبة له كما أن العمليات التي قامت وتقوم بها (إسرائيل) في الأراضي السورية منذ عام 2007 وحتى يومنا هذا تعزز هذه الرؤية , ومن الملاحظ من التصريحات والتسريبات أنها تدل على أن استمرار حالة الاستنزاف والاقتتال الداخلي في سوريا يصب في مصلحة (إسرائيل) وأمريكا وأن الضربة التي يتحدثون عنها مهما بلغت من قوة فإنها ستكون بمثابة تحذير للأسد لعدم استخدام السلاح الكيماوي ولن تؤثر بأي حال من الأحوال على قدرته على مواصلة قتال المتمردين لسنوات عديدة كما يذكر المحلل الإسرائيلي اور هيلر ولو أن الإدارة الأمريكية أرادت بالفعل إنهاء معاناة الشعب السوري لأوعزت إلى قواتها البرية بالتدخل وحسم الأمر كما أن الأسلحة التي تمد بها الثوار تساعدهم على مواصلة القتال وليس لحسم المعركة.