أهم الأخبار

حذاء بوش وحذاء النمرود في العراق , أية مفارقة هذه؟

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
عبد الحكيم مفيد  حين مسك الصحفي العراقي حذاءه وضربه في وجه بوش كان يقصد المالكي. حين كان حذاء الصحفي يرتفع ثم ينطلق بقوة باتجاه بوش, لم يدر المالكي ومثله أن الحذاء يطلق باتجاهه, لأنه لولا مثله ما جاء بوش ليودع العراق نكاية وكراهية وحقدا وإذلالا. أي شئ مذل أكثر من ان يأتي بوش للعراق"معتذرا", ليقول أن كل ما حدث في العراق لم يكن إلا بناء على الاستناد على معلومات استخبارية خاطئة, بلا أدنى شك كذبة القرن الواحد والعشرين بلا منازع. أما حذاؤه فسيدخل التاريخ, من بابين, الأول أن أحدا لم يجرؤ حتى الآن مباشرة على مثل هذا الفعل المشرف, وانه ثانيا كان يغلق دائرة للتاريخ, حين قرر النمرود حرق أبينا نبي الله إبراهيم عليه السلام على ارض العراق ,حين كانت بلاد الرافدين, وحين عجزت نار النمرود من المس به بعد أن أبطل الله جل وعلا فعل النار وحوله من حرق إلى"بردا وسلاما على إبراهيم", قوبل النمرود بعذاب لم يكن احد ليتوقعه, لا أساطيل ولا سيوف ولا تعذيب, لقد سلط الله عليه ذبابة اقضَت مضجعه وفعلت الأفاعيل به حتى ما عاد قادرا على التحمل, أما"العلاج"فكان حذاء يضربه به خدمه عل وعسى يخفف من ألمه شيئا, صار النمرود رمزا للسطوة والقوة والعربدة مثل فرعون الذي غرق في اليم ,ولم يقدر النمرود على ذبابة ,وما وجد غير حذاء يضرب به ,أي ذل واهانة هذه لمن كان يؤمر فيطاع, فلا يقدر على ذبابة ويستنجد بالأحذية عل وعسى تخفف من ألمه. ليس الصحفي العراقي من خدمة النمرود وبوش, لكن حذاءه الذي قذف في وجه نمرود العصر وفرعونه يؤكد انه حتى حذاء قادر على استعادة شرف امة في لحظة ,ويفرح قلوب الناس. سنضحك كثيرا من حذاء بوش كما سيسمى مجازا للتاريخ, لكن لحظة بوش التاريخية الحقيرة في بلاد الرافدين ستبقى وصمة عار. وصمة عار على الذين شاركوا وبرروا في ذبح شعب وابادته وإبادة تاريخه وحضارته, أولئك الذين شاركوا في الأكاذيب والتضليل ,من العرب والمسلمين ,بدون استثناء ,من الصحفيين الصغار إلى أقزام العلماء, هؤلاء لن يغفر لهم التاريخ ولا العراقيون. حين جاء بوش ليلقي خطبة حقيرة على العراقيين ويذكرهم انه ما فعل كل هذا إلا بمعلومات استخبارية كاذبة, فقد فعل ذلك عن سابق قصد, أراد أن يذلهم حتى النهاية, حتى آخر لحظة ,كان يستمتع وهو يفعل ذلك, لان الذي يبيد امة وشعبا بحسب معلومات استخبارية خاطئة لا يفعل ذلك خطأ بل حقدا وإمعانا في ذل الناس. قبل أن يكون الحذاء في وجه بوش كان في وجه المالكي وأمثاله, ليس الحكام فحسب ,بل كل الذين شاركوا أو صمتوا عن ذبح العراق, وما زالوا إلى هذه اللحظة يمارسون اكبر عملية تضليل وكذب لإقناع الأمة انه لولا صدام حسين ما كان الذي كان. الآن نحب أن نسمع هؤلاء, نحب أن نسمعهم يردون على جورج بوش,أولئك الذين نسبوا له صفة الأبوة ,في الكويت والخليج قاطبة. نريد أيضا إن نسمع أولئك الذين لم يتركوا كلمة لم تقل عن ضرورة"الانحناء للغرب"حتى نقنعهم في ديننا, في أيام الحج, من على الشاشات ولم يقولوا كلمة واحدة عن غزة والعراق ,آن الأوان أن يصمت هؤلاء.